لا تتعلق تجربة المريض الدولي على التفاعل فيما بين المريض، والطبيب، وطاقم التمريض فحسب. ففي الوقت الحاضر، للتمكن من تقديم خدمة متميزة للمريض الدولي، فيجب على مقدمة خدمة الرعاية الصحية أن يأخذ في الاعتبار كافة الجوانب المُتعلقة بالرحلة العلاجية للمريض – بدءًا من من الاتصال المبدئي مع المستشفى أو العيادة، خلال عملية الحجز المسبق قبل دخول المستشفى أو العيادة، التفاعل مع كافة الموظفين خلال فترة الإقامة بالمستشفى، والدعم المقدم له لخدمات الاستقبال  في جهة الوصول، والأهم من ذلك، كيف سيتم التعامل مع المريض بعد خروجه من المستشفى أو العيادة، وذلك في كلًا من  جهة الوصول وأيضًا بعد عودته إلى موطنه. أي أنه يجب التعامل مع كل “نقطة تواصل” مع المريض الدولي.

إن المرضى يواجهون تحديات فريدة من نوعها عند القيام بطلب الرعاية في بلدٍ أو منطقة مختلفة عن وطنه. فربما يواجه الخوف من المجهول،أو الخوف من رحلات الطيران الطويلة، أو الخوف من الحواجز الثقافية واللغوية، أوالخوف من التواجد بعيدًا عن الأصدقاء والعائلة– كل تلك المخاوف تواجه المريض الدولي في أثناء استعداده لجراحة كبيرة أو فترة علاج طويلة. إن مقدمي الرعاية الصحية والذين يقومون بعلاج المرضى الدوليين ، يتحملون مسؤوليات صعبة ولكنها مجزية في نفس الوقت من حيث ضمان توفير تجربة إيجابية للمريض الدولي، وذلك عبر تقديم نموذج علاجي للرعاية الصحية للمرضى الدوليين والذي يشمل من بداية وصولهم إلى وجهة العلاج، المراحل السابقة واللاحقة لإجراء العمليات، استخراج الفواتير والاجراءات المالية، وعمليات نقل السجلات الطبية ومن ثم الرعاية اللاحقة والمتابعة.